الازياء الشعبية السورية
[05.2.2016]تتنوع الأزياء فى سورية ويرجع ذلك الي التنوع الجغرافي للبلاد ما بين المناطق الريفية والزراعية والمناطق الساحلية ما يؤثر علي شكل الازياء في كل منطقة علي حسب الجو وطبيعة الحياة فيها، وازياء سكان المناطق المرتفعة الباردة في جبال اللاذقية وطرطوس يغلب عليها ان تكون مغلقة ضيقة التفصيل الملتحمة كثوب المرأة المخملى وسراويل الجوخ وزنار الشال العريض والميتان الملتحم والدامر الطويل وعباءة الصوف وصدرية الكشمير المغلقة الازرار حيث تحبس هذه الاثواب حول الجسم طبقة من الهواء الدافىء تجعل حرارته ثابتة ومستقرة طوال فصل الشتاء.
اما في المناطق الريفية فتتميز الازياء بقماشها وتفاصيلها وزخارفها فتوجد ازياء من الصوف أو القطن أو الحرير تغزل خيوطه وتصبغ وتحاك محليا ويدويا فى حين ان أزياء المدن مليئة بغناها وتعقيدها كصورة بينة عن الطبقة الارستقراطية المتميزة والمتمثلة بالاقطاع والاحتكارات التجارية.
لكن تصميم الازياء السورية بشكل عام مريحة أنها بتفاصيلها ومقاييسها مع حرالجسم ومع طبيعة الارض وعناصر المناخ وطريقة الجلوس على الارض كما تتلاءم مع حاجات الفارس على صهوة جواده، وطولها عموما طويل قد يصل إلى الارض واتساعها يكون زائدا ليزيد في هيبتها فيكسبها الاحترام والوقار والوانها الحادة القوية وتزييناتها الكثيرة ذات الرسوم الدقيقة فضلا عن الاسراف فى الحلى المختلفة وضخامة لباس الرأس وتجميله بالعملات الذهبية والفضية والغلو عامة بمظاهر الغنى والترف تجاه الآخرين بما يرضى الكبرياء والانفة مع مراعاة اعتبارات الهيبة الاجتماعية والوقار.
وتتسم الأزياء السورية بألوان قوية حادة كالاحمر القانى والازرق والاخضر والاسود حيث يجمع الناس بين هذه الازياء بتباين قوي الى جانب الاحمر والبرتقالي وكذلك الاخضر والاصفر والبنفسجى والازرق ليكون هذا التباين والتجاور اللونى أكثر راحة للعين والنظر بسبب الاجواء المناخية المضيئة فى المناطق المكشوفة ذات الوضوح الشديد ومن جهة ثانية نرى فى هذه الازياء الوان الطبيعة وزهورها وطيورها وأشجارها بخلاف البلدان البحرية الدائمة التغييم أو ذوات الغابات الظليلة المعتمة.
الازياء في حلب
عرف السوريون منذ آلاف السنين صناعة النسيج و ارتفعت من خلال هذه الصناعة الأزياء عندهم، و احتلت مكاناً رفيعاً بين الأزياء في البلدان الأخرى، وتتميز مدينة حلب خصوصا بزي خاص كان يرتديه أسلافنا في قديم الزمان، و لكنه اندثر في زمننا الحالي ولم نعد نراه الا في الأرياف و القرى التي تحيط بمدينة حلب، و يختلف شكل هذا النوع من الملابس تبعاً للمناطق.
وتتألف الأزياء التقليدية للرجال في سوريا من سروال قماشي يدعى في اللهجة العامية "شروال" اما الجزء العلوي من الجسم فيكسوه قميص يعلوه صدرية وعلي الراس الرأس يكون الشماخ او الكوفية، كما يمكن استبدال السروال والقميص بجلابية هي عبارة عن رداء طويل مخيط، أما المرأة، فملابسها التقليدية تتألف من عباءة طويلة داكنة اللون بالنسبة للسيدات وزاهية بالنسبة للفتيات، وقد اعتادت المرأة السورية على ارتداء هذه الأزياء بطريقة ارتجالية يظهر ذوقها الفطري، كما قد ترتدي الدراعة وهي عبارة عن معطف مفتوح من الأمام و له فتحتان جانبيتين.
الازياء في حماة
اشتهرت محافظة حماة منذ القدم بصناعة الازياء التقليدية التي يفتخر بها أهالي حماة إلى يومنا هذا، وقد تميز اهل حماة بالازياء التراثية القديمة المكونة من القنباز المفتوح من الأمام ويجمع طرفي القنباز حزام من الجلد يلبس فوقه في فصل الشتاء دامر مصنوع من الجوخ وهو شبيه بالجاكيت ولكن من دون أزرار وبأكمام عريضة ويستبدل بعضهم الدامر بالبكدلية أو الفروة وهي دامر طويل وعريض مبطن من الداخل بجلد من صوف الخاروف ويلبس كبار السن ممن تكون أحوالهم المادية جيدة الجبة فوق القنباز وتبطن شتاءا بجلود ذات فراء فخمة.
اما نساء حماة النساء فلا يظهرن في أغلب الأحيان في الطرقات وكانت ترتدي المسنات منهن الملاية السوداء التي تغطي كامل الجسم ويسدلن المنديل السميك على الوجه وأما الشابات فكن يرتدين الخراطة السوداء، وترتدي المرأة الريفية ثوبا طويلا من قماش غامق اللون مطرز بخيوط الكنفا بشكل كامل تقريبا موضحاً أن لباس رأس المرأة يختلف من منطقة لأخرى في مختلف أنحاء المحافظة والقاسم المشترك فيه هو العصبة السوداء المطرزة بخيوط الذهب أوالفضة أوالحرير.
الازياء في حمص
تعتبر ازياء حمص اكثر الازياء السورية تنوعاً ومها "القمباز" العربي الحمصي والذي يلبس على "السروال" الأبيض و"الصدرية" البيضاء أو "الصدرية" المقلّمة، وهي من الحرير النباتي. ويُخلع أثناء العمل أو يوضع عند الخصر "كمر" أو حزام فيرفع القمباز، الا ان ارتداء القمباز بدأ بالتراجع في الفترة الحالية، فلا يلبسه إلا الرجال الكبار في السن والمشايخ، كما يختلف القمباز الحمصي عن القمباز الحلبي، الذي يدعى "الركوب"، وهو يختلف من حيث تصميمه وتفصيله، كما يختلف عن القمباز الدمشقي، اما العباء فما زالت تستخدم حتى الآن ولها أنواع وألوان كثيرة وأهمها الأسود والأبيض والرمادي والكحلي.
الازياء السورية
تعتبر الازياء السورية بتكويناتها وزخارفها وألوانها جزءاً من البيئة العربية السورية، وقد دخلت عليها تعديلات إلا أنها في مجملها حافظت على أصالتها، فالازياء السورية تحكي علاقة المرأة السورية بواقعها وتعاملها مع الأرض، وكثيرا ما نجد الاشكال الزخرفية النباتية في الثوب كما نجدها في الأشياء المستخدمة في الحياة اليومية.
![](../images/syria-education.jpg)