الفنون في سورية
[05.2.2016]يعتبر الشعب السوري من الشعوب المحبة للفنون والثقافة بشكل عام ويرجع ذلك إلي طبيعة الشعب السوري الراقية وذوقه الرفيع.
الحركة الفنية التشكيلية في سورية
تتميز الحركة الفنية التشكيلية السورية بغناها بالاتجاهات والتجارب إذ إن الدولة لم تشجع اتجاهاً دون سواه، ولتعدد الحواضر التي درس فيها التشكيليون السوريون، واتساع صلتهم مع التجارب الفنية في أنحاء العالم، وميل الفنان السوري للبحث والتجريب والتجديد واستلهام التراث الإبداعي الثري لحضاراته وحضارات شعوب العالم، وثمة إجماع على تسمية توفيق طارق 1875-1940 رائد الفن التشكيلي السوري المعاصر، وهو مصور ومعماري درس العمارة ومساحة الأراضي في فرنسا، وقام بترميم بعض المآذن الأثرية ومنها مئذنة قايتباي في الجامع الأموي في دمشق التي أعاد تشييدها بعد الضرر الذي لحق بها من حريق نشب في الجامع في أواخر القرن التاسع عشر.
تميزت العقود الأخيرة من القرن العشرين بتنامي الدعم الرسمي للحياة التشكيلية بافتتاح صالات للعرض وزيادة حجم اقتناء الأعمال الفنية لمصلحة متحف الفن الحديث المزمع إنشاؤه والقصور الرئاسية الحديثة، كما تم في المرحلة ذاتها دخول الجهات الخاصة على نحو واسع في هذا المجال، ولاسيما بافتتاح صالات العرض التي كان لها دور مؤثر في تنشيط الحياة التشكيلية، وإحداث بينالي (معرض يقام كل سنتين) المحبة في اللاذقية، ومعرض الشباب في دمشق إلى جانب العديد من ملتقيات النحت في دمشق وحلب واللاذقية، ومعرض دمشق الدولي.
المسرح السوري
كانت بداية للمسرح السوري مبكرة وفي القرن التاسع عشر كانت الجماهير تتهافت لحضور مسرحيات أبوخليل القبانى وعروضه الغنائية، وكان أول عرض مسرحى قدمه القباني عام 1871 وهي مسرحية الشيخ وضاح ومصباح وقوت الارواح وهي أول مسرحية سورية وعربية وفق مفاهيم المسرح، وفي عام 1879-1880 الف فرقته المسرحية وقدم في السنوات الأولى حوالي 40عملا مسرحيا ووضع الاسس الأولى للمسرح العربي وخاصة المسرح الغنائي وسافر أبو خليل القباني إلى مصر حاملا معه عصر الازدهار وبداية المسرح العربي، وتوفي القباني عام 1903 ودفن في مقبرة الباب الصغير بدمشق.
ومن أهم رواد المسرح السورى اسكندر فرح الذي عمل مع أبو خليل القباني وكون بعد ذلك فرقته المسرحية الخاصة وكان المعلم الأول للكثير من رواد المسرح في سوريا ومصر ولد اسكندر فرح بدمشق عام 1851 وتوفى عام 1916 وقدم مسرحيات هامة في تاريخ المسرح العربي مثل شهداء الغرام - صلاح الدين - مملكة اورشليم - مطامع النساء - حسن العواقب - اليتيمين - الولدان الشريدان - الطواف حول العالم وغيرها الكثير.
بعد ذلك ظهرت في بداية القرن العشرين فرق مسرحية سورية كثيرة أخذت بالتزايد مثل فرقة نادي الإتحاد وفرقة جورج دخول وكانت تقدم عروضها على مسرح القوتلى في السنجقدار فرقة عبد اللطيف فتحى وكانت تضم عددا كبيرا من الفنانين ونذكر كذلك الفنان جميل الاوزغلي وفرقة أنور مرابط وفرقة ناديا المسرحية لصاحبتها ناديا العريس حيث كانت الفرقة من أكبر الفرق المسرحية العربية في الثلاثينات من القرن العشرين ضمت الفرقة أكثر من 120 فنان وفنانة وكانت تقدم عروضها على مسرح الكاريون بدمشق أحد مسارح دمشق.
ويكمل المسيرة المسرح القومي وكان أول مدير لفرقة المسرح القومي هو محمود المصري وهو من أعضاء النادي الشرقـي السوري وأول من أخرج عروض فرقة المسرح القومي كان الدكتور رفيق الصبان، وفي نفس الفترة أسس المسرح الشعبي الملحق بوزارة الثقافة وضم عدداً من المحترفين منهم محمد علي عيد والذي ترأس المسرح.
مهرجان دمشق للفنون المسرحية
واستجابة لتوصيات مؤتمر المسرحين العرب المقام في القاهرة 1969 أقيمت الدورة الأولى لـ مهرجان دمشق المسرحي 1969 بمبادرة من نقابة الفنانين وبالتعاون مع وزارة الثقافة وكانت أهداف المهرجان، واستمرت دورات المهرجان حتى عام 1988.
